أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع كيان الاحتلال، وأكدت قتل 5 من جنود الاحتلال في عملية أخرى برفح.
وذكرت "القسام"، في بيان مقتضب اليوم الخميس، أنه "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".
في المقابل، قال جيش الاحتلال إن قوة تابعة له "رصدت في أثناء قيامها بأعمال تمشيط في منطقة السياج الأمني مع قطاع غزة، عدداً من المسلحين يقتربون من الحدود في محاولة لاجتياز العائق الأمني في منطقة رفح، حيث اندلع اشتباك معهم، تخلله تبادل لإطلاق النار، لتقوم طائرة إسرائيلية تم استدعاؤها لمراقبة الخلية، باستهداف المسلحين والقضاء على اثنين منهم. ثم قامت دبابة بالقضاء على المسلح الثالث بعد وقت وجيز".
وأضال جيش الاحتلال إن الفلسطينيين الثلاثة الذين زعم أنهم كانوا مسلّحين، لم يجتازوا السياج الأمني، وأنه يجري التحقيق في الحادث. كذلك رصد جيش الاحتلال آثار أقدام قد تشير إلى أن شخصاً رابعاً تمكّن من العودة إلى داخل قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الوسائل القتالية التي ضُبطت بحوزتهم، قد تشي بأنهم خططوا لدهم قاعدة عسكرية أو إحدى المستوطنات.
وأظهر تحقيق أولي لجيش الاحتلال، تمكن المسلّحون الأربعة، على ما يبدو، من دخول المنطقة العازلة التي تسيطر عليها "إسرائيل"، وفتحوا النار باتجاه قوة في جيش الاحتلال، في منطقة كرم أبو سالم، فيما ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار أيضاً. ولم يتمكن المسلحون من اجتياز السياج الأمني الذي تقع خلفه مباشرة مستوطنات إسرائيلية.
في تفاصيل نُشرت لاحقاً، تبيّن أن مجندات يعملن في المراقبة، رصدن في حوالى الساعة الرابعة فجراً، حركة تحت الضباب، وبعد نصف ساعة أعلنّ وجود حدث في منطقة السياج، وبدأت قوات الدورية الصحراوية الموجودة في المكان بأعمال تمشيط، حتى وقوع الاشتباك في حوالى الساعة الخامسة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وتثير هذه الواقعة الكثير من الأسئلة الصعبة من المنظور الإسرائيلي، أبرزها، وفق موقع "والاه" العبري، بأنه كيف تمكّن عناصر "حماس" من الوصول إلى تلك المنطقة، متجاوزين على طول الطريق قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الموجودة في المكان؟ وكذلك كيف تمكّنوا من اجتياز الدبابات، والمدرعات، والقوات البرية والهندسية، والمسيّرات والطائرات الموجودة في الجو، ونقاط المراقبة، وفوق هذا كله فتحوا النار باتجاه قوات الاحتلال. وأضاف "والاه" أن حقيقة أن عنصراً في الخلية تمكّن من تجاوز قوات الاحتلال الإسرائيلية مرة أخرى، في طريق عودته إلى داخل القطاع أيضاً مثيرة للقلق، على حد وصف الموقع.
ووفق "والاه"، فإن هذا مؤشر على أن حركة حماس تنجح في كشف معلومات استخبارية دقيقة حول قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتبني هجماتها بناءً عليها. ويزعم جيش الاحتلال أن المقاومين لم يتمكنوا من اجتياز السياج الأمني، ولكنهم تمكنوا فعلياً، بحسب الموقع، من إلغاء كل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، والوصول إلى منطقة يسيطر عليها الجيش على مسافة قصيرة جداً من الحدود.
وتُعدّ هذه الواقعة خطيرة بالنسبة إلى دولة الاحتلال، خصوصاً جيشها، الذي رجّح أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، لم تعد قادرة على القيام بعمليات كبيرة "داخل إسرائيل"، فيما يفحص الجيش كيف تمكّن المسلحون من تجاوز القوات الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة والوصول إلى مكان يسيطر عليه الاحتلال. ويخشى الجيش من أن محاولات من هذا النوع ستزيد من صعوبة عودة سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة إلى منازلهم.
ومنذ بداية الحرب على غزة كانت هناك عدة محاولات تسلل من منطقتي معبر كرم أبو سالم ورفح. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المسلّحين حاولوا استغلال عدم وضوح الرؤية بسبب الضباب في المنطقة لتنفيذ عمليتهم. وأغضب هذا الحدث عناصر فرق الحراسة المسلّحة ومركز الأمن في المستوطنات المحيطة في غزة، إذ لم يُبلَّغوا بوجود مسلحين في محيطهم. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أحدهم قوله إن "هذا (عدم إبلاغهم) أمر غير مقبول، وسخيف، ويتجاوز كل الحدود. في الساعة الخامسة والنصف صباحاً يقع حدث طارئ على مستوى عالٍ، ولا أحد في الجيش يبلغنا بذلك. ولم تُبَلَّغ أيٌّ من الجهات ذات الصلة في المنطقة". واعتبر أن ذلك لا يساهم في بناء الثقة بين جيش الاحتلال وسكان المستوطنات.
- طوفان الأقصى
- قطاع غزة
- مدينة رفح
- كتائب الشهيد عز الدين القسام
- حركة حماس
- كيان الاحتلال الإسرائيلي
- جيش الاحتلال الإسرائيلي
تعليقات