جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهده باستعادة جميع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. وقال ترامب في خطاب الاتحاد أمام الكونغرس: "في الشرق الأوسط، نحن نعيد رهائننا من غزة. في ولايتي الأولى، حققنا واحدة من أكثر اتفاقيات السلام الرائدة منذ أجيال، وهي اتفاقيات أبراهام. والآن سنبني على هذا الأساس لخلق مستقبل أكثر سلاما وازدهارا للمنطقة بأكملها. هناك الكثير من الأشياء تحدث في الشرق الأوسط إنها منطقة صعبة".
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، رفضه الخطة العربية التي طرحت لإدارة غزة. واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، أن "الخطة العربية التي نشرت لا تعالج الوضع الحالي القائم بأن غزة غير صالة للسكن حاليا وأن سكانها لا يستطيعون العيش بكرامة في منطقة مغطاة بالذخائر غير المتفجرة والركام".
وقال هيوز في بيان إن "الرئيس دونالد ترامب يتمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس"، مضيفا "نتطلع لمزيد من المحادثات لجلب الاستقرار والسلام في المنطقة". 
بدوره، انتقد كيان الاحتلال الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، الخطة العربية بأنها "مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن" ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حركة حماس في السلطة.
وقالت الوزارة إن الخطة "لم تتناول" حقائق الوضع بعد الهجوم الذي شنته "حماس" على "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت الوزارة "لم يتم ذكر الهجوم الإرهابي الوحشي لحماس، والذي أسفر عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين واختطاف المئات، ولم تصدر أي إدانة لهذا الكيان الإرهابي القاتل".
وجدّد كيان الاحتلال الإسرائيلي دعمه لفكرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى الأردن ومصر، قائلاً إن الدول العربية رفضتها دون إعطائها فرصة. وانتقد الاحتلال أيضاً اعتماد البيان على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتي قال إنها "أظهرت في السابق فساداً ودعماً للإرهاب".
وأمس الثلاثاء، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت، في القاهرة، أن القمة تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة. وتهدف الخطة إلى توفير بديل في مواجهة ما طرحه الرئيس دونالد ترامب لإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط" في غزة من خلال تقديم خطط لإعادة إعمار القطاع المدمر دون تهجير سكانه.
وأكد البيان الختامي للقمة العربية رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.
ورحب البيان الختامي بقرار تشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى غزة.
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي لنشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة والضفة الغربية، على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية، وأكد أن السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين.
وانعقدت القمة في ظل تعثر مفاوضات استكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عقب انتهاء المرحلة الأولى منه السبت بدون اتفاق على المرحلة الثانية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الوسطاء أبلغوا "إسرائيل" برفض حركة حماس إظهار المرونة أو الانخراط في محادثات على أساس مقترح ويتكوف.
وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال إن "إسرائيل" وافقت على الخطوط العريضة لهدنة اقترحها ويتكوف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 نيسان/ أبريل).
وقال المكتب إن المقترح ينص على إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، أحياء وأمواتا، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة، وإذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.
وذكرت "يديعوت أحرنوت" أن المسؤولين الإسرائيليين يأملون أن تؤدي تدابير قيد الدراسة حاليا إلى دفع "حماس" نحو التسوية.
في المقابل، تؤكد الحركة وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل وضع حد للحرب والانسحاب الشامل لجيش الاحتلال من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمّر.