وصلت، صباح الإثنين 02/10/2023، أوّل شحنة نفط روسي لمصفاة خاصّة في باكستان، بعد استيراد الحكومة شحنة في شهر يونيو/حزيران الماضي، في إطار محاولات إسلام أباد تنويع مصادر الطاقّة لديها، وسط أزمة نقد أجنبي حادّة.

وأعلنت شركة مصفاة نفط "سنرغيكو"، أنّها تسعى بالحصول على شحنة النفط الروسي للاستفادة من تخفيضات الأسعار التي تقدّمها موسكو، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وكانت الحكومة قد قرّرت الاستفادة من تخفيضات النفط الروسي، واشترت أول شحنة نفط روسي خلال منتصف هذا العام، في حين تتفاوض حاليّاً على الشحنة الثانية.

من جهته، وافق البيت الأبيض على شراء باكستان النفط الروسي، دون الوقوع تحت طائلة العقوبات، بشرط عدم تجاوز سعر سقف النفط الروسي، الذي حدّدته دول مجموعة السبع الصناعية نهاية 2022، عند 60 دولاراً للبرميل، وفق تقارير اطّلعت عليها منصّة "الطاقة" المتخصّصة.

ويذكر أنّ، شركة مصفاة نفط "سنرغيكو" ستعتمد على مرساة تابعة ذات نقطة واحدة، والتي يمكن أن تستوعب ناقلات النفط ذات السحب العميق، وفق متحدّثها الرسمي.

وبلغت كمّية أوّل شحنة نفط روسي لمصفاة باكستانية خاصّة، 100 ألف طن متري من خام أورال (730 ألف برميل)، وهي تُعدّ ركيزة أولى لواردات إسلام آباد من موسكو، للقطاعين الخاصّ والحكومي، وفق قول المتحدّث الرسمي للشركة، وأضاف "شحنة النفط الروسي تعزّز جاهزية مصفاة النفط للتعامل مع أنواع مختلفة من الخام".

من جهتها، ترغب باكستان من روسيا أن تحدّد سعراً قياسياً قدره 60 دولاراً للبرميل للتسليم "على ظهر السفينة"، لاستيراد النفط الخام على أساس طويل الأجل، وهو ما يعني تحمُّل موسكو تكلفة الشحن.

وبعد حرب الروسية - الأوكرانية، واجهت جميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتّحدة، نقصاً في مخزون الديزل، لذلك تريد واشنطن أن تستورد باكستان والهند النفط الروسي، ولكن وفق سقف السعر الذي أعلنه الاتّحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع.

تعمل باكستان، مؤخّراً، على توسيع علاقاتها الاقتصادية مع الدول المجاورة مدفوعاً بشكل أساسي باقتصادها سريع الانهيار، مع وجود عملة في حالة هبوط حرّ، وتضخّم جامح، واستنزاف احتياطيات الطاقة التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وفي محاولة لإصلاح هذا الوضع، أجّرت باكستان، أيضاً، 4 أرصفة من ميناء كراتشي إلى الإمارات العربية المتحدة لمدّة 50 عاماً مقابل دفع 220 مليون دولار على الفور.

وفي وقتٍ سابق من حزيران/يونيو، أعلنت السلطات الباكستانية عن اتفاقية مقايضة تجارية مع روسيا وإيران وأفغانستان لشراء النفط والغاز الطبيعي المسال، وغاز البترول المسال، والقمح، والحديد، والصلب، والفحم، والفواكه، والمكسرات، والخضروات دون استخدام الدولار الأميركي.