أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن التوصّل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة ممكن خلال المباحثات التي ستُعقد السبت في سلطنة عُمان إن أبدت الولايات المتحدة إرادة حقيقية.
وقال عراقتشي، في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر، إن محادثات السبت المقبل مع واشنطن ستكون غير مباشرة ومن دون أي شروط مسبقة، موضحا أن بلاده مستعدة لإزالة الغموض المحيط ببرنامجها النووي.
وأضاف أن إيران واثقة من الطابع السلمي لبرنامجها النووي، ولا ترى مشكلة في بناء مزيد من الثقة "ما دامت هذه العملية لا تشكل قيدًا علينا أو عقبة أمام أهدافها".
وشدد عراقتشي على أن الهدف الأساسي في المفاوضات مع واشنطن هو رفع العقوبات.
وقال إن شكل المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة لا يأتي في الدرجة الأولى من الأهمية، وأوضح أن فاعلية المفاوضات وجدية الطرفين وإرادتهما للتوصل إلى اتفاق هو الأهم.
وذكر أن شكل المفاوضات يرتبط بمسائل متعددة لذلك تقرر أن تكون غير مباشرة، وأن طهران لا تؤمن بالمفاوضات التي يفرض فيها الطرف الآخر مطالبه عبر التهديد والضغط.
وأشار عراقتشي إلى أن المفاوضات غير المباشرة يمكن أن تضمن حوارا حقيقيا ومؤثرا، وأن إيران ستواصل اتباع هذه الطريقة.
وكان عراقتشي قد أعلن، فجر اليوم الثلاثاء، أن إيران والولايات المتحدة ستجتمعان في عُمان، يوم السبت القادم (12 نيسان/ إبريل) لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى. وأضاف عراقتشي في منشور على منصة "إكس": "إنها فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب الولايات المتحدة".
Iran and the United States will meet in Oman on Saturday for indirect high-level talks.
— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) April 7, 2025
It is as much an opportunity as it is a test. The ball is in America's court.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن عراقتشي سيترأس الوفد الإيراني خلال المحادثات المرتقبة في سلطنة عمان السبت المقبل، بينما سيرأس الوفد الأميركي مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن طهران وواشنطن ستعقدان في عمان محادثات غير مباشرة. وأضافت في مؤتمر صحفي أن طهران تؤمن بمبدأ الحوار وأكدت سابقا أنها ستخوض المفاوضات إذا خوطبت بلغة الاحترام.
وردا على سؤال عما إذا كانت المفاوضات غير المباشرة ستتحول إلى مفاوضات مباشرة، أوضحت أنه يجب أن تبدأ عملية التفاوض لمعرفة كيف سيكون هذا المسار.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيه إن واشنطن وطهران تجريان "محادثات مباشرة". وأضاف: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل". وأشار ترامب إلى أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية.
وقال ترامب: "الجميع موافق على أن إبرام اتفاق سيكون مفضّلاً على القيام بما هو واضح، وما هو واضح أمر لا أريد صراحة أن أكون ضالعاً فيه، وبصراحة، لا تريد إسرائيل أن تكون ضالعة فيه إذا ما أمكن تجنّبه".
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لشبكة فوكس نيوز إن "الإيرانيين الآن سيأتون للتفاوض وهم يدركون أهمية أخذ تحذيرات الرئيس ترامب على محمل الجد".
من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين الأسبق حسين موسويان في تغريدة على "إكس" إن عراقتشي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتفاوضان في عُمان، مشيراً إلى تصريحات ترامب وعراقتشي بهذا الشأن.
وفيما أعلن ترامب أن المفاوضات ستكون مباشرة، بخلاف تصريحات الوزير الإيراني، خلص موسويان إلى أن الطرفين "يصدقان ولا تناقض في تصريحاتهما"، مضيفاً أنه في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما "أيضاً حدث الشيء ذاته وكان الحل أن تبدأ المفاوضات في إسطنبول بحضور كاترين إشتون (نائبة وزير الخارجية الأميركي آنذاك) ثم غادرت الغرفة وبدأ المفاوضون الإيرانيون والأميركيون مفاوضات مباشرة وتحققت نتيجة إيجابية".
وعليه، قال موسويان إنه يبدو أن عراقتشي وويتكوف سيطلقان مفاوضات غير مباشرة يوم السبت المقبل، "ثم بعد ساعة أو ساعتين إذا كانت النتيجة إيجابية سيبدأ المفاوضون من إيران وأميركا مفاوضات مباشرة". وتابع الدبلوماسي الإيراني السابق أن طهران وواشنطن "تسلكان مساراً عقلانياً وهذا ما يرفع حظوظ الاتفاق، والمفاوضين (الاثنين) قديران ومعتدلان وعاقلان".
وأمس الاثنين، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن بلاده تؤمن بالتفاوض، "لكن ليس بأي ثمن"، مضيفا خلال لقاء مع قادة أحزاب إيرانية أن طهران لا تسعى إلى "الحرب والفوضى والقنبلة النووية، بل نريد التفاوض، لكن على الأميركيين أن يثبتوا أنهم بصدد مفاوضات حقيقية"، مشيرا إلى أن طهران "لا تريد استخداما غير سلمي لقدراتها النووية (...) هذا ليس مجرد كلام، بل هو فتوى شرعية من قائد الثورة" آية الله علي خامنئي، وفق ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
نتنياهو: لا مفر من الخيار العسكري ضد إيران
حذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الخيار العسكري حيال طهران "لا مفر منه"، قائلاً إن أي اتفاق بين واشنطن وطهران يجب أن يشمل تفجير المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله: "نحن متفقون على أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق، ولكن فقط إذا كان شبيهاً باتفاق ليبيا".
وأضاف: "ندخل، ندمر المنشآت، ونفكك كل الأجهزة – بإشراف وتنفيذ أميركي كامل. هذا مقبول".
ولوّح أيضاً بالخيار العسكري بحال مماطلة إيران في المفاوضات، قائلاً: "إذا اختار الإيرانيون إطالة أمد المفاوضات، فإن الخيار العسكري سيكون مطروحاً. الجميع يفهم ذلك، وقد ناقشنا الأمر بالتفصيل، وعندها لا مفر من الخيار العسكري".
موسكو: مستعدون للمساعدة
قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو إن روسيا مستعدة لتقديم المساعدة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وأضاف: "روسيا تقدم دائمًا كل مساعدة ممكنة لحل أي أزمة أو صراع، وهذا ينطبق أيضًا على الوضع حول إيران".
وتابع رودينكو في كلمة ألقاها في مجلس الدوما، خلال مناقشة التصديق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا الاتحادية وإيران: "ستجري مفاوضات في عُمان بوساطة عُمانية بين الولايات المتحدة وإيران، ونأمل ألا تكون هناك حاجة لجهودنا، ولكن إذا دعت الحاجة، فسنقدم كل مساعدة ممكنة".
وأكد أن أي هجوم أميركي محتمل على إيران، يهدد بعواقب وخيمة، قائلا: "أعتقد أنه في حال حدوث مثل هذا السيناريو، والذي نود تجنبه بكل الوسائل، لأنه يهدد بعواقب وخيمة على المنطقة ولا نرغب في أن تنجر روسيا، إلى حل صراع آخر، ولكن مع ذلك، فإن مثل هذه الفرص موجودة وأعتقد أن حكومتنا ستفعل كل ما هو ضروري".
وكشف أن "موسكو وبكين وطهران تدرس في موسكو سيناريوهات ما بعد الاتفاق النووي".
وأشار إلى أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرمة بين روسيا وإيران، لا تتضمن تقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض.
وأضاف رودينكو: "أود أن أؤكد أن إبرام الاتفاق لا يعني تشكيل تحالف عسكري مع إيران، ولا ينص على تقديم المساعدة العسكرية المتبادلة".
وفي الوقت نفسه، أكد رودينكو أن المادة الثالثة من الوثيقة تتضمن عدم تقديم المساعدة العسكرية للمعتدي في حال تعرض روسيا أو إيران للهجوم، وكذلك بشأن المساعدة في حل أي خلافات تنشأ على أساس ميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأخرى للقانون الدولي.
وأضاف : "تم تخصيص مادة منفصلة لمواجهة التدابير القسرية الأحادية الجانب. ويؤكد الطرفان بوضوح على أنها أعمال غير قانونية وغير ودية، ويتعهدان بتنسيق الجهود للقضاء على هذه الممارسات الخبيثة المتمثلة في تطبيق مثل هذه التدابير في العلاقات الدولية".
وأشار رودينكو إلى أن الاتفاقية تمتد لـ 20 عاما مع إمكانية التمديد التلقائي لفترات مدتها 5 سنوات.
- إيران
- السيد علي خامنئي
- مسعود بزشكيان
- عباس عراقتشي
- البرنامج النووي الإيراني
- الولايات المتحدة
- دونالد ترامب
- ستيف ويتكوف
- بنيامين نتنياهو
تعليقات