أعلنت وزارة الخارجية السورية أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، سيجري الأسبوع المقبل زيارتين رسميتين إلى كل من الإمارات العربية المتحدة وتركيا، وذلك في إطار مساعيه المستمرة لحشد الدعم للإدارة الجديدة.
وتُعد الإمارات ثاني محطة خليجية للشرع بعد زيارته إلى السعودية، والتي شكلت أول رحلة خارجية له عقب تسلمه المنصب. أما زيارته المقبلة إلى تركيا فتأتي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي، ولا سيما على خلفية التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا، والذي شمل غارات استهدفت مطاري حماة العسكري و”T4”.
وأشارت “رويترز” إلى أن زيارة الشرع لتركيا تأتي كذلك عقب تصاعد التوتر بين أنقرة وتل أبيب، حيث أفادت الوكالة بأن تركيا تفقدت ثلاث قواعد جوية داخل الأراضي السورية يُحتمل أن تنشر قواتها فيها، قبل أن تستهدفها إسرائيل بضربات جوية في 2 نيسان/ أبريل الجاري.
وكانت “القناة 14” الإسرائيلية قد ذكرت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ نحو 25 هجومًا على مطار حماة، إضافة إلى ضربات في العاصمة دمشق ودرعا جنوب البلاد. وصرح الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات تهدف إلى توجيه رسالة تحذيرية إلى أنقرة، بعد تقارير عن نيتها إنشاء قاعدة عسكرية في ريف حمص.
ومنذ توليه السلطة، أجرى أحمد الشرع سلسلة من التحركات الدبلوماسية، تضمنت زيارات رسمية إلى السعودية وتركيا والأردن، فضلًا عن مشاركته في القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة بتاريخ 4 آذار/ مارس الماضي، والتي شهدت عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد سنوات من التجميد.
وفي 4 شباط/ فبراير الماضي، قام الشرع بزيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، تُعد الأولى من نوعها لوفد سوري رسمي منذ أكثر من 13 عامًا. والتقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي، حيث ناقشا قضايا الأمن، وملف العقوبات، والوضع في شمال شرقي سوريا، إضافة إلى التصعيد الإسرائيلي.
وأعرب أردوغان خلال اللقاء عن دعم بلاده لدمشق في ما وصفه بـ”مكافحة كل أشكال الإرهاب”، في إشارة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” وحزب “العمال الكردستاني”، بما يشمل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد). وأكد أن التضامن السوري التركي من شأنه أن يخلق بيئة “خالية من الإرهاب” في الجغرافيا المشتركة.
كما دعا الرئيس التركي إلى دعم سوريا ماديًا ومعنويًا من قبل الدول العربية والإسلامية، مطالبًا برفع العقوبات المفروضة عليها. من جهته، أكد الشرع خلال اللقاء ضرورة رفع العقوبات الغربية والأمريكية، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخرًا، مشددًا على التزام دمشق باتفاق فصل القوات لعام 1974.
تعليقات