تمكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) من الحصول على الأرشيف الرسمي السوري المتعلق بالجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، الذي أُلقي القبض عليه على يد الاستخبارات السورية في كانون الثاني/ يناير عام 1965.
وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، يوم الأحد، أن “في عملية سرية نُفذت في قلب سوريا، أعاد جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة التابع لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي متعلقات شخصية تعود لعميل الموساد إيلي كوهين، من بينها وصيته التي كتبها لزوجته”.
ويصادف 18 أيار/ مايو الذكرى السنوية لإعدام كوهين في ساحة المرجة وسط العاصمة السورية دمشق عام 1965.
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية “السرية والمعقدة” نُفذت بالتعاون مع جهة وُصفت بـ”الشريك الاستراتيجي”، وأسفرت عن نقل الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بكوهين إلى “إسرائيل”، ويضم هذا الأرشيف آلاف القطع والوثائق التي احتفظت بها الأجهزة الأمنية السورية بسرية تامة لعقود.
وبحسب “معاريف”، تم تسليم عدد من الوثائق الأصلية والأغراض الشخصية التي تم العثور عليها في سوريا إلى أرملة كوهين، وذلك خلال اجتماع خاص حضره كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الموساد ديدي برنياع.
ومن بين أبرز ما تم الكشف عنه خلال اللقاء، الوصية الأصلية التي كتبها كوهين قبيل تنفيذ حكم الإعدام بحقه، والتي لم تُكشف سابقًا إلا بنسخة واحدة. وجاء في نص الوصية التي نشرتها الصحيفة: “إلى زوجتي نادية وأبنائي. التواصل بينكم أمر،وبما أن هذه كلماتي الأخيرة، أنصحكم بالتواصل الدائم. أطلب منكِ يا نادية أن تستمعي إليّ وتهتمي بنفسكِ وبأطفالكِ، وأنتناقشيهم وتثقفيهم بشكل كامل، وألا تعتبري نفسكِ أو أطفالكِ على صلة دائمة بعائلتي”.
دخل إيلي كوهين سوريا بهوية مزورة تحت اسم “كامل ثابت أمين”، واستقر في حي السفارات بدمشق، حيث أقام علاقات مع النخبة السياسية والعسكرية. وتفاوتت التقديرات بشأن مدى اختراقه لتلك الدوائر، إلى أن تم اكتشاف أمره وإعدامه عام 1965.
وُلد كوهين في مدينة الإسكندرية عام 1924، لعائلة يهودية من أصول حلبية، ونجح خلال خمسينيات القرن الماضي في التقرب من شخصيات سورية بارزة، مدعيًا أنه رجل أعمال مغترب قادم من الأرجنتين ينوي استثمار أمواله في “وطنه”، ما ساعده في بناء شبكة علاقات واسعة.
وفي سياق متصل، كشف رئيس جهاز الموساد ديدي برنياع، في كانون الأول/ ديسمبر 2022، عن آخر برقية تلقاها الجهاز من كوهين، والتي ورد فيها: “لقاء في مبنى أركان الجيش السوري الساعة الخامسة مع أمين الحافظ (رئيس الجمهورية حينها) وكبار ضباط الجيش.”
وتعددت الروايات حول كيفية اكتشاف هوية كوهين، منها ما يُرجعه إلى شكاوى من سفارات مجاورة لمنزله بسبب التشويش على إرسالها اللاسلكي.
من جانبه، أوضح برنياع أن كوهين أُلقي القبض عليه بعد أن تمكنت السلطات السورية من التقاط إشارات البث التي كان يرسلها من دمشق إلى تل أبيب، مؤكّدًا أن الموساد سيواصل العمل على جمع مزيد من المعلومات حول فترة نشاطه في سوريا، إلى جانب السعي لاستعادة رفاته ودفنه في “إسرائيل”.
تعليقات