أكد مسؤول في حركة حماس، اليوم الأربعاء، أن الاتصالات بين الوسطاء والحركة تكثفت بشأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى والرهائن، متّهماً "إسرائيل" بـ"مواصلة التلكؤ". وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحركة طاهر النونو في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إنّ "اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة". وأضاف أن "حماس ترحب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق. الاحتلال ما زال يواصل التلكؤ"، مشدداً على أن الحركة تريد اتفاقاً "على قاعدة صفقة شاملة تحقق وقفاً دائماً للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإدخال المساعدات وصفقة تبادل أسرى".
في السياق، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتقاده بأن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة "بات وشيكاً جداً"، على خلفية "القوة" التي أظهرتها واشنطن بضرب منشآت نووية داخل إيران. وقال ترامب، في مؤتمر صحافي مقتضب عقده الوم الأربعاء، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، على هامش قمة الحلف المنعقدة بمدينة لاهاي الهولندية، إنه يعتقد أن الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية "قد تُسهم بتحقيق تقدم في مسار الحرب بقطاع غزة، وأن الاتفاق بات وشيكاً جداً". وأضاف: "أعتقد أن تقدماً كبيراً يحرز بشأن غزة، وبفضل الهجوم الذي نفذناه (على إيران فجر الأحد)، أعتقد أننا سنحصل على أخبار سارة جداً".
يأتي ذلك في وقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تكثيف عملياته العسكرية في قطاع غزة المحاصر، حيث شهدت الساعات الأخيرة سلسلة من الغارات والقصف المدفعي استهدفت منازل ومناطق مأهولة في شمال القطاع وجنوبه، ما أوقع شهداء ومصابين. واستشهد 40 فلسطينياً بينهم 10 من منتظري المساعدات، جراء غارات وإطلاق نار إسرائيلي في عدة مناطق بقطاع غزة منذ صباح الأربعاء.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر طبية وشهود عيان، أنّ الهجمات الإسرائيلية استهدفت منازل ومنتظري مساعدات، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى شمال ووسط القطاع. وفي أحدث الغارات، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 فلسطينيين وأصاب آخرين بقصف جوي استهدف مدنيين غربي مدينة غزة. وفي شمال القطاع استشهد 3 فلسطينيين، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض، إثر قصف الطيران الإسرائيلي منزلين ببلدة جباليا النزلة. وفي جنوب مدينة غزة، أدت غارة إسرائيلية على منزل بحي الشجاعية إلى استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة آخرين، بينهم حالات خطيرة. ووسط القطاع، استشهد 6 فلسطينيين بقصف استهدف منزلاً لعائلة شحادة شمالي مخيم النصيرات، فيما أودت غارة أخرى على منزل لعائلة سلمان في دير البلح بحياة 4 مواطنين. كذلك استشهد 7 فلسطينيين وأصيب 18 آخرون، بينهم حالتان خطيرتان، جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات بالرصاص الحي على شارع صلاح الدين جنوبي منطقة وادي غزة.
وصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، من وتيرة القصف والاستهدافات الجوية والمدفعية لبلدتي جباليا البلد والنزلة شمالي مدينة غزة، إلى جانب أوامر الإخلاء التي أصدرها للعائلات التي تقطن تلك المنطقة.
في موازاة ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مقتل سبعة جنود جنوبي قطاع غزة، وإصابة آخر بجروح بالغة، أمس الثلاثاء، في حادث منفصل بجنوب القطاع. ونشر الجيش أسماء ستة من هؤلاء القتلى السبعة، وهم جنود تراوح أعمارهم بين 19 و21 عاماً، وينتمون إلى كتيبة الهندسة القتالية 605 المسؤولة خصوصاً عن تدمير الأنفاق، والبنى التحتية العسكرية الأخرى، وإزالة الألغام، وفتح الطرق للمشاة والمركبات المدرعة في أثناء العدوان، ولم ينشر الجيش اسم العسكري القتيل السابع. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العسكريين السبعة كانوا في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة عندما انفجرت عبوة ناسفة زُرعت في مركبتهم، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها.
بدورها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، أنها دمرت ناقلتي جند وجرافتين عسكريتين إسرائيليتين بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، مؤكدة احتراق إحدى ناقلتي الجند وطاقمها بالكامل. وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت "القسام" بتدمير جرافة عسكرية إسرائيلية من طراز "D9" بعبوة ناسفة من نوع "شواظ"، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها لنحو ساعة. من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية إسرائيلية من نوع "ميركافا" بعبوة ناسفة من طراز "برق" جانبية بمنطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوبي القطاع. وأضافت أنه عند تقدم جرافة أخرى لمحاولة الإنقاذ، جرى استهدافها بقذيفة "الياسين 105" في منطقة التوحيد ببلدة معن جنوب خانيونس.
- طوفان الأقصى
- قطاع غزة
- حركة حماس
- كتائب القسام
- دونالد ترامب
- الولايات المتحدة
- جيش الاحتلال الإسرائيلي
- كيان الاحتلال الإسرائيلي
تعليقات