ذكرت منصة "بيروت ريفيو" اللبنانية، نقلا عن مصادر أمنية موثوقة قولها إن خبر تفادي لبنان لجريمة إسرائيلية جديدة في أيلول 2024 شبيهة بجريمة تفجير البيجر، قريب إلى الدقّة. وأكدت المصادر أن حزب الله هو من أبلغ المخابرات التركية بالشحنة المفخخة القادمة إلى لبنان والتي كانت قد وصلت إلى تركيا في حينها.
وأوضحت المنصة أن مصادر أخرى في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة أكّدت أيضاً أن حزب الله هو من أبلغ الجانب التركي بشحنة الأجهزة قبل نقلها إلى لبنان بواسطة الطيران التركي.
واليوم، كشفت صحيفة "صباح" التركية، المقربة من الحكومة التركية، في تقرير أنه "من خلال عملية أمنية دقيقة، تمكّنت المخابرات التركية (MIT) من إحباط محاولة تهريب شحنة متفجرات عالية الخطورة كانت موجهة إلى حزب الله" في لبنان عبر مطار إسطنبول"، مشيرة إلى أن "العملية جاءت بعد تلقي بلاغ استخباري في 20 أيلول/سبتمبر 2024".
ونشرت "صباح" في عددها اليوم تفاصيل العملية التي تعود إلى ما بعد يوم واحد من عملية تفجير أجهزة الإرسال في لبنان والتي وقعت في 17، و18 أيلول/سبتمبر الماضي.
ووفق الصحيفة، فإن جهاز المخابرات تلقى معلومات حول وصول أجهزة مشبوهة في طريقها للإرسال إلى لبنان في 20 أيلول/سبتمبر، فعملت على مراقبة المطارات في تركيا، لتعثر على معلومات حول شحنة وصلت من هونغ كونغ برحلة إلى إسطنبول عبر الخطوط الجوية التركية- الرحلة TK6141.
وأضافت أن الشحنة المكونة من 4 منصات شحن، تتضمن 61 صندوقا كرتونيا بوزن 850 كلغ جاءت من شركة (SMT Global Lojistik Limited) وأنها ستذهب إلى لبنان بيروت في 27 من نفس الشهر عبر الرحلة TK830. وبعد التحقق من الحمولة تبيّن أن بوليصة الشحن رقم 235 HKG 92890070 تتضمن أدوات تقطيع مواد غذائية، ليتم تفتيش العلب جميعها والعثور على 300 جهاز بيجر في 26 كرتونة، والكابلات الخاصة بها، إضافة إلى 710 شاحنات مكتبية تحوي عبارة BC-144N، مخصصة لشحن اللاسلكي والكابلات والبطاريات المرفقة بها. وعثر في الشحنة أيضا على 144 محضرة طعام يدوية، وأجهزة شبكة وكابلات كهربائية وثلاث كاميرات مراقبة، ومستلزمات أخرى.
وأوضحت "الصباح" أن قوى الأمن وبعد العثور على هذه المعطيات نقلت الأمر للنيابة العامة التي أمرت بمصادرة الشحنة، وإجراء التحليلات اللازمة لها، ومع وقوع الهجمات في لبنان جرت التحقيقات في اتجاه أن تكون الأجهزة هذه أيضا مفخخة ويمكن تفجيرها عن بعد، فجرى إرسالها للمخبر الجنائي الذي عمل على تحليل الأجهزة وخاصة البيجرات واللاسلكيات، ليعثر في قسم البطارية من الأجهزة على ثلاثة غرامات لونها أبيض من المواد المتفجرة التي تشتعل مع ارتفاع درجة حرارة الجهاز، ويمكن عبر إصدار تعليمات وأوامر للجهاز أن ترفع حرارة البطارية لدرجة معينة تؤدي إلى الانفجار.
وعُثر أيضا على نفس المنظومة داخل 710 شاحنان لاسلكية مع ملحقاتها، وفي هذه الأجهزة عثر على مواد متفجرة سريعة الانفجار لونها بني غامق موضوعة على لوحة الجهاز الأساسية، ويعتقد أنها حقنت لاحقا على الأجهزة بعد تصنيعها.
وأوضحت الصحيفة أن نفس نظام التفجير الذي جرى استخدمه في لبنان وضع في هذه الأجهزة، حيث يعمل على فصل قصير وإرسال إشارات مكثفة تؤدي إلى رفع حرارة الجهاز وانفجاره لاحقا وإحداث الوفاة أو الإصابة البليغة بالأفراد.
وذكرت الصحيفة أن أجهزة المخابرات عملت على التأكد من شحنة ثانية كانت بطريقها إلى لبنان من هونغ كونغ عبر الرحلة TK6091 دون تحديد التاريخ، وبحسب بوليصة الشحن فإن الأجهزة تتضمن مستلزمات صوت وفيديو وتم تثبيت وجود أجهزة بها. وتبيّن أن الشركة المرسلة صينية وتحمل اسم "غوانغزو ماوتينع يو" للتجارة، وجرى إرسال الشحنة عبر شركة SMT العالمية للشحن التي أرسلت سابقا الأجهزة المفخخة، فيما كانت الشركات المستوردة هي "آراميس لبنان" و"Nehme" التجارية.
وعثر في الشحنة على لاسلكيات وشواحن بطاريات وكابلات ومحضرات طعام صغيرة وغيرها، ولكن لم يتم العثور على أي مواد متفجرة بها، وبنفس الوقت وضعت المخابرات صاحب الشركة التركية الوسيطة العاملة مع شركات الشحن والإرسال من الصين "غوركان غ" تحت المراقبة، وبعد التحقيقات لم يتم العثور على أي سجلات عدلية لديه. وأجرت قوى الأمن تحقيقا مع غوركان غ، قدم خلاله كشفا عن أعمال الشركة في التخليص الجمركي، مشيرا إلى تشابه أسماء بين شركته مع الشركة المصدرة للشحنة الأولى، ليتم بعدها إطلاق سراحه.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هذه الحادثة كانت الموضوع الأبرز في لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في تركيا العام الماضي في كانون الأول/ ديسمبر ، مضيفة أن ميقاتي شكر أردوغان على عملية الإحباط وتدمير الأجهزة المفخخة، فيما قدم أردوغان معلومات مفصلة عن العملية لميقاتي.
وفي السياق، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن "إسرائيل" لم تؤكد ما كشفه تقرير "صباح". وفي السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، أدى هجوم إسرائيلي منسق باستخدام أجهزة نداء (بيجر) إلى انفجارات متزامنة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخر، ما أسفر عن استشهاد وإصابة آلاف اللبنانيين.
- حزب الله
- لبنان
- الحكومة اللبنانية
- نجيب ميقاتي
- تركيا
- رجب طيب أردوغان
- المخابرات التركية
- كيان الاحتلال الإسرائيلي
تعليقات